الفاشر تحت الحصار والجوع.. هجوم دموي يودي بحياة رضيع و16 طفلًا آخرين
الفاشر تحت الحصار والجوع.. هجوم دموي يودي بحياة رضيع و16 طفلًا آخرين
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنها تلقت تقارير مؤكدة بمقتل تسع فتيات وثمانية أولاد، منهم رضيع يبلغ من العمر سبعة أيام فقط، في هجوم استهدف مركز دار الأرقم للنازحين بمدينة الفاشر، شمال دارفور، صباح السبت.
وقالت المنظمة في بيان رسمي صدر الأحد، إن الهجوم وقع في منشأة كانت تؤوي عائلات نزحت من مناطق القتال بحثًا عن الأمان، مؤكدة أن ما جرى يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
وأدانت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، الحادث، فقالت إن هذا الهجوم المدمر ضد الأطفال والعائلات النازحة "أمر مشين وغير مقبول"، وأوضحت أن استهداف المدنيين في أماكن من المفترض أن توفر لهم المأوى والأمان يعد جريمة لا يمكن تبريرها.
وأضافت راسل أن قتل الأطفال وإصابتهم يمثل انتهاكًا جسيمًا لحقوقهم الأساسية، داعية جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها الدولية وتجنب تعريض المدنيين، خاصة الأطفال، لأي خطر.
حصار ومعاناة إنسانية
ذكّرت المنظمة بأن مدينة الفاشر تخضع منذ أكثر من خمسمئة يوم لحصار تفرضه قوات الدعم السريع، وسط قيود صارمة على حركة المدنيين ووصول الإمدادات الإنسانية من غذاء وماء وأدوية.
وأشارت اليونيسف إلى أن الأوضاع الإنسانية في شمال دارفور وصلت إلى مستويات كارثية، حيث تشهد مناطق عدة حالات مجاعة متفاقمة، وارتفاعًا حادًا في معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، وأكدت المرافق الصحية في المدينة تسجيل وفيات متزايدة بين الأطفال بسبب الجوع والأمراض القابلة للوقاية.
دعوة لوقف العنف
جددت اليونيسف دعوتها إلى وقف فوري وشامل للأعمال العدائية في السودان، ورفع الحصار المفروض على الفاشر، وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية، كما طالبت بتأمين ممرات إنسانية آمنة للأسر الهاربة من العنف، والسماح بوصول المساعدات دون معوقات إلى المتضررين، ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين، ولا سيما الأطفال.
منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تحولت ولاية شمال دارفور إلى إحدى أكثر المناطق تضررًا من القتال، وتخضع مدينة الفاشر لحصار خانق منذ منتصف عام 2024، ما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، وانهيار الخدمات الأساسية.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف سكان الولاية يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في حين حذرت منظمات إنسانية من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى تفاقم المجاعة وارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال والنساء.